شعر تشكيلي

كليوباترا .. والفلاح
اللوحة للفنان يوجين دلاكروا
*
Image Hosted by ImageShack.us
ظلامٌ عميقْ
ووجهانِ
وجهٌ تغذَّى بدفء الشموسِ التي
تغرسُ الحبَّ في قافلاتِ الطريقْ
و وجهٌ بلونِ الفضاءاتِ فظٌ صفيقْ
تُـلَمِّعُهُ ألسنُ الجندِ
حينَ يجىءُ المساءْ
ولونُ الدماءْ
كلونِ الغريزةِ يلمعُ في الليلةِ الداهمهْ
و صَخْبُ الأمانيِّ والشوقُ واللهفةُ العارمهْ
يحيطُ الهواءْ
***
تعانقُ عيناهما
قافلاتِ الفضاءِ الذي
كانَ حلماً
وعمراً
ومجداً مضى
ثمّ جاءْ
تعانقُ عيناهما أمنياتِ الخواءْ
وينطلقُ الفكرُ
يدخلُ في ساحةِ البوحِ
والنوحِ
والأسئلهْ
جميع الذي كانَ
يمضي شريطا من الفرحٍ
يمضي شريطا من الحزنِ
يمضي شريطا من الرهبةِ المُقْبِلَهْ
بغيرِ انتهاءْ
***
وتسقطُ عن كَتِفيْها الرداءْ
لنهدٍ
تعلَّمَ أن يخفضَ الرأسَ للجندِ
والخيلِ
والقادةِ الفاتحينْ
لقلبٍ
تعلَّمَ أن يقتلَ الحبَّ
كى يملكَ التاجَ فوق الجبينْ
لجسمٍ يبيعُ اللياليَ للعابرينْ
لحسنٍ وباءْ
***
أعيدي الذي
كانَ قبل ارتعاشاتِ ( قيصرَ )
عودي إلى الطهر والأتقياءْ
أعيدي الهوى
سافري بالعيونِ الحزينةِ في خلسةٍ من زمانٍ صفيقْ
ففي العينِ بعضٌ من الندمِ المستفيقْ
فعودي كما شئتِ
لكنْ
تناسي على الفورِ ما قد رحلتِ لهُ
فهاهو ليلٌ جديدٌ
وجسمٌ جديدٌ
يذوبُ اشتهاءْ
*
*
محمد عبد الحفيظ قرنه
7/6/2003

تعليقات

المشاركات الشائعة