في الحرب



(1)

في الحرب
نشاهد أنفسنا
نتعلم تنغيم الآهاتِ
ورفرفة الحلم الأعرجْ
نتوكأ أصواتَ النسوان المنسياتِ
المقتولاتِ بلا سببٍ
جثثَ الأطفال
وخيلَ الوقت
وجيشُ علىٍّ وحسينٍ
وجميع البررة
مستدرجْ
وندخن أعقاب الخذلانْ
الحرب تعلمنا الوحدةَ
فاصرخ وحدكْ
واحشد جندكْ .. فالكل مُدانْ
تركوك وحيدا في الميدانْ
تتأمل في فلسفة الحربْ !

(2)

في الحرب نرتب تأريخا لا يعرفنا
نستلهم ذاكرة أخرى
كى تسع جميع المقتولينْ
وبجانبهم رسم القاتلْ
نتحرر من أسماء الوقت
ونتركه كدخانٍ
لا يعرف في أى هواءٍ يتلاشى
من أى شفاهٍ مسموماتٍ
سوف يطير بغير حسابْ
الموت تسببه الأسبابُ
ونحن القتلةُ والأسبابْ
نحن الجبناءَ المنبطحينْ
في الحرب
نحول أزمان الضعف
حكايا
نتكلم عن أنسنة عدوٍ يقتلنا
نخلق شيئا لا نعرفه
لا يعرفنا
ونسبّح في ملكوت الحرب
الحربُ الآن تراودنا بالشعر
وباللغة العرجا
ونعيش نناضل ونناضلْ
للسيف فصيلٌ يحمله
للشاعر قلمٌ مخصيٌّ
للكعبة ربْ



(3)

في العين شعاعٌ
يرصد ألوان الأطياف
غداة الدمْ
طائرة مرت لم يهتمْ
للموت حضورٌ
لون الموت رمادىٌ
من طينتنا
لون الأنقاض
ولون الهدمْ
جذبوه سريعا من غاراتٍ تقصفهم
أخذوا منه لون الأطياف
ولكن حفظ اللوحة تمْ

(4)

تتعلم بعد مضيّ اليوم التاسع والعشرينْ
أن تتأقلمْ
شايك ودخان سجائرك المسحورةِ
حين تفيق من التهويمِ
سيلتقفان خطوط اليومِ
من الأخبارِ
ويندرجان مع الثوارِ
ولونُ الفتح رماديٌّ !
لونٌ ما بين البين
حياديٌّ
لا يفهم زخرفة الأسود
لا يعرف للأبيض معنى
كل الألوان حواليهِ
أشباهُ وعودْ
تتعلم أن تعتاد الحرص من الأحلام
جميع السفرا أفاقونَ
جميع الكهنة قوّادونَ
جميع العسكر مرتزقةْ
هل أنت وحيدٌ في عربدةٍ كونيةْ !

(5)

رغما عن أنفكَ تنساهم
تنساب سريعا في التيار
وفي إعصارٍ لا يستحمل من ينسى !
للسلم جداول أشغالٍ
ومصالحُ
وقذارةُ بشرٍ
كن سلميا !
ستعود الليلة للمذياع وللحاسوب تعانقهم
تستنزف أخيلة أخرى
وتسارع كى تلقى الأعداء
على التلفاز
وفي غاراتٍ وهميةْ !
الليل حليفك في الدنيا
والليل يعود إليك بكونٍ
أنت المالك فيه
وأنت الحر
وأنت عزيز القوم جميعا
فاستمتعْ
دع ذلّكَ كى يروي شبقهْ !
لكن
رغما عن أنفك حين تفيق ستنساهم
رغماً عن أنفك تنساهم ..

(6)

صخرٌ جلمودْ
وتلال بناياتٍ ولّتْ
والثأر هو الباقي الموجودْ
صخر
تتحجره الأشياءُ
فيزحف فوق خطوط الكف
وفوق الوقت
وفوق دخانك
فوق جرائدك المسعورة
كى تغتالك كل مساء بالأخبار
ويزحف فوق خطوط النار
وصخرٌ يتهجى الأسماء
ويومض ليلا
يتهيأ
ليليق الحفل به و له
في عاصمةٍ فيها كل الأشياء رماديةْ
كل الأشياء رماديةْ

(7)

أن تقتل في لحظة ميلادك موجعةٌ
أن يسلب منك وليدك أكثر إيلاما
للطفل يعود إلى الملكوت بلا ذنب
لم يعرف شيئا في دنياه
ولم يمهل ليشاهد ما تعني كلماتٍ
ك (الذنب) (خطيئة)
والروح تعودْ
هل للأطفال ملائكةٌ ؟
تسعون ملاكا يلتفون حواليهم
ويغذون الروح الصاعدة إليهم
بمفاهيم الأسماءْ
العلم ضياء الله على الدنيا
لم نكفلهم كى يكتشفوا أى ضياءْ
لم يختبروا
ما أجمل أن تُقــْتـَـلَ طفلا
وتعود إلى الملكوت فريدا
في الأنوار وفي التمجيدْ
ما أعظم أن تخطب خلداً
وتـُزَفّ إلى الوعد الآتي مقتولا
مصحوبا بعديدْ
للوحة لغزٌ تفهمه
أنت الصاعدَ
أما من يبقى في الألوان
وفي الأحلام المدروءةْ
في اللوحة قاتلْ لا تحزنْ
سقطت أرضكَ
واجهت عدوكَ في بزخٍ
من خلف غطاءٍ من فكرٍ
سقطت أفكاركَ
لا تهربْ !
تركوك وحيدا وقت الضربْ
فاخشوشن في أزمنة الحربْ
أو فاصعد مزفوفا لسماءْ


11/8

تعليقات

‏قال غير معرف…
وحيدا

وحيدا حتى انك تكتب كل هذا يا وغد

لا تهرب يا قرنة

لا تهرب

انا كذلك لن اهرب وسأعود
عمك

محجوب

المشاركات الشائعة