لا شيء حقيقي، في مديح الزيف



ثمة شعور عام بعدم "حقيقية" أي شيء على الإطلاق، هذا الجيل تحديدا أسقط العديد من الأوثان بطريقة لم تسبق لجيل من قبله، السخرية عارمة دائما من حواليك، مبهرجة ومثيرة للأعصاب إلى حد الغثيان والتقيؤ، والوجوه المعدنية تسقط واحدة تلو الأخرى محدثة ضجيجها المعدني الرتيب، كل شيء يصلح في أي وقت ليصبح مفرغا من أي معنى كان أو سيكون له، الحياة نفسها أصبحت عبارة عن فترات من الملل الطويل نتنقل بينها، وخفتت ألوان كل شيء في اللوحة، من غير المألوف أن يشعر كل هذا العدد من البشر أنهم يعيشون خدعة ما في وقت واحد، ولكنها تحدث الآن بعنف بطريقة لم يسبق لها مثيل، التساؤلات الوجودية أصبحت هي مجال النقاش الطبيعي عادة، الملل من كل وأي شيء هو الحاكم دائما، عدم التصديق هو الشيء الأكثر صدقا على الإطلاق، كل شيء مزيف، متلون، متغير بتغير المواقف والأزمان، ليس البشر وحدهم من يتغيرون بالمناسبة، الجمادات أيضا تصبح غير حقيقية مع الوقت، العمليات العقلية المنظمة لعملية التفكير المنهجي في مجتمع عشوائي تؤدي بالضرورة إلى هلوسة جماعية، وهذا هو تحديدا ما نعيشه الآن، كل فرد منا يخلق العالم الذي سيراه من داخل عقله، ويبدأ في استدراج الآخرين لوقوع في فخ تبني التصور عن العالم المصنوع، العالم - كعالم - غير موجود من الأساس لنتحدث عنه، لستم سوى صور هولوجرامية ملموسة يصنعها عقلي لملء الداتا الناقصة في برمجة العمر، الصدمات هي فيروسات غالبا يلهو يها بعض الصبية العابثين في ماسورة التصريف الرئيسية، والأصدقاء فايلات DLL غير صالحة للاستخدام بمفردها، والحبيبة أوفيس إكس بي يحتوي آلاف الصفحات البيضاء الجاهزة للكتابة، الشيء الوحيد الناقص فقط هو زرار الــ Undo




تعليقات

المشاركات الشائعة